السيد عمار الحكيم يشدد على إعادة الثقة والطمأنينة للايزيديين وتفعيل قانون الناجيات

شدد رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية، السيد عمار الحكيم، الاثنين، على إعادة الثقة والطمأنينة للايزيديين وتفعيلقانون الناجيات.
وقال السيد عمار الحكيم في المؤتمر الخامس لمنظمة يزدا بالذكرى السنوية السابعة للإبادة الإيزيدية – عبر تطبيق زوومان:” بلادنا تعرضت طوال تاريخها إلى تحديات ومحن ومنغصاتٍ كثيرة وكبيرة وصعبة، لكن التحدي الذي مررنا بهبفعل الغزو الداعشي شكل مثلت تحدياً وجودياً وان العناية الإلهية وحكمة المرجعية الدينية العليا، ودور قواتنا المسلحة،انقذت كل شبر من هذه الأرض“.
واضاف ان” أكثر المتضررين من الإرهاب الداعشي وغزواته الجاهلية كانوا وما زالوا من المدنيين العُزل وفي مقدمتهمالنساء والأطفال وكبار السن“، مبينا انَّ” الاعتداء على النساء والفتيات القُصّر الإيزديات وعلى نساء وفتيات تلعفرالشيعيات واخواتهن المسيحيات وغيرهن، بالإختطاف والسبي والذبح وبيعهن في أسواق النخاسة والخساسةالداعشية إنما تدل بشكل صارخ على خطورة هذا الفكر الظلامي“، مشدداً على” ضرورة تعويض الضحايا وعوائلهموإعادة إعمار المناطق الإيزدية المدمرة“.
فيما يلي نص كلمة رئيس تحالف قوى الدولة الوطنية..
نجتمع اليوم في هذا المؤتمر الدولي الموسع لمناقشة واحدة من أهم القضايا الإنسانية والوجدانية والوطنية التي مررنابها في السنوات الماضية ، وهي قضية أبناء شعبنا العراقي الإيزدي المظلوم، الذي تعرض لواحدة من أبشع جرائمالعصر الحديث وكان في مقدمة ضحايا الفكر المنحرف والسلوك الإرهابي الظلامي الداعشي المتوحش.
لقد تعرضت بلادنا طوال تاريخها إلى تحديات ومحن ومنغصاتٍ كثيرة وكبيرة وصعبة، لكن التحدي الذي مررنا به بفعلالغزو الداعشي لحدودنا وأراضينا ومحافظاتنا, والمجازر والجرائم التي إرتكبتها هذه العناصر الضالة والمنحرفة بحقأبناء شعبنا كافة، بمختلف مكوناتهم العرقية والدينية والمذهبية وفي مقدمتهم الإخوة الإيزديون، مثلت تحدياً وجودياًوكادت تودي بهذه الأرض الطيبة وأهلها الصابرين، لولا العناية الإلهية وحكمة المرجعية الدينية العليا، ودور قواتناالمسلحة، وتماسك أبناء البلد وتضحياتهم وقوة إرادتهم ودماؤهم الطاهرة التي امتزجت لتنقذ كل شبر من هذه الأرضولتحرر الضحايا الذين وقعوا فريسة هذه القوى الشيطانية .
فقد واجه الشعب العراقي الشجاع عشرات الاّلاف من العناصر الضالّة من مختلف الجنسيات، في واحدة من أصعبالمعارك وأشرسها وأكثرها وحشيةً وضراوةً وغرابة في عالمنا المعاصر ليخرج العراق منتصراً، واثقاً مرفوع الرأس، مبرهناللعالم أجمع على قوة أبنائه وقدرتهم على الصمود والدفاع عن حقوقهم وقضاياهم العادلة وأراضيهم وقيمهم الساميةالنبيلة .
وحين نقول بأنها أكثر المعارك صعوبة وأستثنائيةً وغرابةً ، فذلك لأننا لم نواجه في معاركنا مع الإرهاب الداعشي جيشاًنظامياً يحترم أدنى قواعد الإشتباك والصراع، بل واجهنا مجموعات كبيرة من أصحاب الفكر الظلامي والتكفيريوالإقصائي الضيق وأرباب السلوك المتوحش المتعطش للدماء والخراب والفوضى، من عصابات ليس لديها أدنى الحدودمن الإنسانية والشرف والأخلاق.
إن أكثر المتضررين من الإرهاب الداعشي وغزواته الجاهلية كانوا وما زالوا من المدنيين العُزل وفي مقدمتهم النساءوالأطفال وكبار السن، وفي ذلك دلالات واضحة على النفوس المريضة والأفكار المسمومة والسلوك السقيم لهذه الجماعاتعديمة الضمير والقيم والمروءة .
انَّ الاعتداء على النساء والفتيات القُصّر الإيزديات وعلى نساء وفتيات تلعفر الشيعيات واخواتهن المسيحيات وغيرهن،بالإختطاف والسبي والذبح وبيعهن في أسواق النخاسة والخساسة الداعشية إنما تدل بشكل صارخ على خطورة هذاالفكر الظلامي وهذا السلوك المتوحش المتخلف و وجوب مكافحته وإزالته بشكل جاد ومستمر.
كما إن قسوة ممارسات الإرهاب الداعشي بحق الفتيات والنساء والأطفال والمدنيين كافة، تدل على العجز الكبير لهذاالتنظيم الذي لجأ لأبشع أساليب الشر في معاركه غير العادلة وبرهن على خواء أفكاره السقيمة ومتبنياته الهمجية،وإنحلاله الخلقي.
إن الإسلام المحمدي السمح والمنتمين لهذه الديانة الإلهية الأصيلة، القائمة على السلم والأخوة وتكافؤ الحقوق، براءٌ منهذه الأعمال والسلوكيات غير الإنسانية وغير الإسلامية، وعلى العالم الإسلامي بكافة مؤسساته الدينية والإجتماعيةوالثقافية والسياسية أن يُظافر الجهود لعزل و فرز هذه الجماعات المنحرفة وإنهاء أدوارها التخريبية وأجنداتها الشريرةالمقيتة.
وهنا نشير الى العالم الإسلامي ومسؤولياته لأننا نؤمن بنقاء الإسلام وأهله وقيمه وتربيته لأتباعه، ونعتقد أن هذاالتشويه المتعمد والإساءة لما يقارب المليارين من سكان الأرض ليس له هدف إلا إيجاد الفجوة بين المكونات الدينيةالكريمة التي عاشت لمئات السنين في أوطانها بسلم وأمان ووئام، و كانت أجندةً واضحة المقصد في تشويه الاسلاموتحريف صورته النقية .
وفي هذا المقام نؤكد لأهلنا الإيزديين بأننا سنبقى معهم كعراقيين وكمسلمين في السراء والضراء وسنعمل معهم علىتضميد الجروح ومعالجة الاضرار النفسية وترميم الخسائر المادية التي تعرضوا لها، وسوف لن نسمح بعودة تلكالمآسي والمصائب التي مروا بها مرة أخرى .
فتعايشنا وتنوعنا وأخوتنا ستبقى صامدة وباقية ومستمرة رغماً على أنوف وأجندات الإرهابيين والمتطرفينوالمتشددين
فالعراق عراقنا جميعا، نحن سكان هذه الأرض المباركة العريقة وبتكاتفنا ووحدتنا وتآزرنا سنتغلب على الماضيوسنبني مستقبلا مختلفا وعيشاً آمنا ومزدهرا يليق بإسم بلادنا وحضارتها وتاريخها المجيد .
أوصي وأؤكد من خلال مؤتمركم الموقر على النقاط التالية:
١–الاهتمام البالغ بإعادة الثقة والطمأنينة لأبناء شعبنا الإيزدي من خلال مبادرات إجتماعية وطنية وحكومية هادفةتساعد أبناء هذا المكون الكريم على العودة الكريمة لمناطقهم وحياتهم الطبيعية ومصالحهم.
٢–العمل الحثيث على تعويض الضحايا وعوائلهم وإعادة إعمار المناطق الإيزدية المدمرة ، وتفعيل قانون الناجياتالإيزديات وغيرهن .
٣–العمل على تخليد ذكرى الشهداء الإيزديين .
٤–الإستمرار بمكافحة الفكر والسلوك والوجود الإرهابي والتكفيري والإقصائي المتطرف .
٥–العمل الجاد على ترسيخ الوحدة الوطنية وتكريسها من خلال دعم سياسات إدارة التنوع وتعزيز الهوية الوطنيةالجامعة .
كما أكدنا في بداية الحديث فإننا نؤكد ختاماً بأن الإيزديين الكرام سيبقون جزءاً لا يتجزأ من مجتمعنا العراقي الكبير وإن جميع القوى الخيرة الوطنية ستقف الى جانب قضيتهم الحقَّة وحقوقهم المشروعة .
فالتجربة المريرة الماضية برهنت بوضوح بأن تكاتفنا هو سر قوتنا وما أن تتوحد إرادتنا ومشاريعنا حتى نكون أمة لاتقهر وشعبا لا يكسر ووطنا لا يخسر .
فالنصر دوما حليف الشعوب الحية والواعية والموحدة .